تتمتع المملكة بمكانة عالمية مرموقة وريادة إقليمية مؤثرة، وثقل اقتصادي مهم على الصعيد الدولي، فهي محرك رئيس بأسواق الطاقة العالمية، وعضو في مجموعة العشرين؛ لذا تلعب دورًا محوريًا وفاعلًا على مستوى المنطقة والعالم، إلى جانب امتلاكها حزمة من التحالفات الراسخة، وشبكة من العلاقات الدولية القوية. هذه التحالفات والعلاقات تشكّلت عبر المسيرة التاريخية للمملكة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود (طيب الله ثراه).
ولأن الشراكات الاستراتيجية واحدة من أهم ركائز بناء العلاقات وصياغة التحالفات وتنميتها بين الدول؛ لأنها تُحقق المنفعة المتبادلة، وتُسهم في تعميق التعاون والاهتمام المشترك، فضلًا عن دورها المحوري في توحيد المواقف الثنائية بين الدول بناءً على اتفاق المصالح، سواءً الاقتصادية، أو الثقافية، أو السياسية، ما يعزز حضورها الدولي ومكانتها العالمية.
فقد تجذرت الشراكات كنهج رشيد ومبدأ رئيس للمملكة العربية السعودية خلال مسيرتها الحضارية وتجربتها التاريخية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، الذي استثمر مبدأ الشراكة داخليًا وخارجيًا، من خلال توحيد المملكة، وتقديمها إلى المشهد العالمي كحليف استراتيجي موثوق لأهم دول العالم والمنطقة، ومرورًا بأبنائه الملوك (عليهم رحمة الله)، وصولًا إلى العهد الحالي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز آل سعود (يحفظه الله)، الذين ساروا على خطى هذا النهج الرشيد.
واليوم بحكم التطورات المستمرة والمتغيرات المتسارعة على المستوى الإقليمي والصعيد الدولي، وفي ظل رؤيتنا الطموحة 2030، كان لابد من تعزيز ذلك النهج، وتكريسه كمبدأ رئيس في منظومة العلاقات والمصالح الدولية للمملكة؛ فقد رأت قيادة المملكة الرشيدة تأسيس المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية، الذي تمّ العام 2017م (1439هـ)؛ ليكون تتويجًا لذلك النهج، وتأكيدًا لتلك النظرة الثاقبة كون الشراكات الاستراتيجية الدولية تسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030.
الرئيس التنفيذي
د. فيصل الصقير
د. فيصل الصقير